استقلال المغرب

يعتبر يوم 18 الموافق من شهر فبراير من أهم الشهور التاريخية التي لها النصيب الأكبر في صنع نقطة تحول في تاريخ المملكة إلى يومنا هذا، وذلك لأن هذا اليوم يتبلور حول استقلال واحدة من أهم الدول الأفريقية إلا و هي المغرب، وكم عانت تلك المملكة علي مدى عشرات السنوات من الاستعمار الذي أهلك مواردها وشعبها من قبل فرنسا وإسبانيا الذين قد تمادوا في فرض العنف والتعسف علي البلاد إلى أن تحررت المملكة الشامخة الطالبة للاستقلال منذ حوالي أكثر من نصف قرن.

أهم المعلومات حول استقلال المغرب

لم يتم الحصول علي استقلال المغرب بين ليلة وضحاها أو أتى هذا الاستقلال علي طبق من ذهب كما يعتقد بعض المشككين، حيث أن الشعب المغربي قد خاض العديد من الصراعات والحروب التي قام ان باسترداد أراضيهم وحصل علي كامل حريته واستقلاله بجدارة.

بعد أن نال شرف حق استرجاع الأرض التي كانت ومازالت من أهم الممالك العربية العريقة التي قد شهد لها التاريخ، وسوف نستعرض معا في تلك المقالة أهم المعلومات حول استقلال المغرب التي قد تم توثيق تاريخها بالدماء.

متى بدأ احتلال المغرب؟

بدأت قوات الاستعمار الفرنسي والإسباني في فرض الحماية الغير مطلوبة على المغرب في عام 1912م، ومنذ هذا التاريخ وبعد فرض الحماية علي البلاد لم يستلم الشعب المغربي وهو يشاهد تلك القوى الاستعمارية وهي تجتاح البلاد وتسرق حقوقه قبل مواردة.

ومن احد الأمور الهامة التي قد شجعت الشعب المغربي العريق أن يتصدى إلى هذا الاستعمار، هو وقوف الملك محمد الخامس رحمة الله عليه في وجه الاحتلال بعد أن تولى العرش بصفة رسمية، حيث أنه قد قدم الكثير من الأعمال الوطنية التي سٌجلت في التاريخ بحروف تدل على قوته وبسالته في وجه الاستعمار.

أهم المواقف البطولية الذي قد قام بها محمد الخامس

تولي الملك محمد الخامس الحكم بعد دخول الاستعمار إلى المغرب بحوالي خمسة عشر عاما، ولم يكن مثل باقي الحكام الذين قد رضخوا إلى أوامر الاستعمار خوفا علي زوال السلطة والقوة والمال.
ولقد حظي الملك بشعبية كبيرة للغاية علي مدى السنوات التي قد تم فيها استعمار المغرب، حيث أنه قد عبر عن مساندته الكاملة للشعب المغربي أثناء تواجد الاحتلال وذلك من خلال زيارته إلي مدينة طنجة الذي قد قام فيها بالتأكيد علي رغبته الشديدة في القضاء على الاحتلال وهذا ما جعله ضمن القائمة السوداء لدى الحكومة الفرنسية.
حيث كان الملك المغربي مثل اعلي لشعبه في الصمود، ولقد وقف الملك الراحل مع شعبه في معركة التحرير منذ أن تولى العرش إلى أن تم نفيه في عام 1953 بعد أن رفض الانصياع إلى أوامر فرنسا فيما يختص بالتوقع علي القرارات التي جاءت في مصلحة الاستعمار.
ولقد تم نفي الملك علي إثر هذا الرفض إلي خارج البلاد، وفي تلك اللحظة وما بعدها لم يهدأ الشعب المغربي ولا الثوار السياسيين وقاموا بعمل عدة حركات ثورية مختلفة إلي أن عاد الملك في عام 1955م، وفور عودته قام بالإعلان عن استقلال المغرب ورفض الحماية الفرنسية والإسبانية عن البلاد.

أهم مراحل الكفاح الوطني قبل استقلال المغرب

إذا قمنا بالعودة إلي الوراء فإننا نري أن العدوان الفرنسي علي المغرب واستمرار التدخل العنيف في شئون البلاد قد أدي إلي اندلاع العديد من الثورات في المدن المغربية، حيث أن الشعب المغربي قد قام ببعض الثورات و الالتحامات الفاصلة علي مدى سنوات الاستعمار.
فقد قام الشعب بمواجهة الجيش الفرنسي في معركة سيدي بوعثمان وأنوال والهري وغيرها من المعارك، ولقد ذاع صيت وشهرة تلك الثورات في جميع أنحاء الوطن العربي بسبب ما حققته من الإنجازات حيث أن أبطالها قد تصدوا بقوة إلى يد الاستعمار الغاشمة.
وقد بذل كبار السياسيين أقصى ما في وسعهم لتنمية الروح الوطنية لدى جموع الشعب، حيث أنهم قد قاموا برفع نيران الثورة معتمدين على الاستفادة من الفئة الشبابية في هذا الوقت التي كانت من أكبر الفئات التي تكن كل الكره إلي الاستعمار في تلك الفترة.
ولقد كان الملك محمد الخامس هو المثل الذي يحتذى به من قبل الشعب المغربي، وبالتالي فان عملية إبعاده ونفيه قد أثرت في الشعب إلي أقصي درجات الغضب والكره للمستعمرين، ومن هنا بدأت المشاحنات والمعارك الدموية بين الشعب المقاوم وبين الاحتلال الفرنسي، وقد انتصرت إرادة الشعب في النهاية وعاد الملك إلى الحكم ليتم الإعلان عن استقلال المغرب بشكل رسمي.

أهم الأحداث الناتجة عن استقلال المغرب

هكذا نكون قد تعرفنا معا على احد لحظات التاريخ الهامة التي قد أدى ظلم الاستعمار فيها لنشوب الثورات التي نجحت في النهاية في الحصول علي استقلال المغرب، ولقد ظل الملك محمد الخامس قدوة ومثل إلي أن توفي في عام 1961م، وبفضل قوة الحكم السياسي للبلاد لم تتأثر المملكة وظلت صامدة إلي وقتنا هذا، واليكم فيما يلي أهم نتائج هذا الاستقلال علي المدى الطويل.

عدم التنازل عن مبادئ الملك الراحل

أن هناك بعض الدول قد تنهار بكامل في النهاية بسبب موت قائدها، ولكن في مملكة المغرب كان الأمر يختلف تماما، حيث أن الملك الراحل قد أورث الحكم إلى أحد أبنائه الكرام الأجلاء وهو الملك الحسن الثاني الذي قد قام بالعمل علي تنمية البلاد كما كان يتمنى والده.

القيام بالإصلاحات الداخلية والخارجية

علي مدار السنوات التي تولى فيها الملك الحسن للحكم، كان خير خلف لخير سلف، حيث أنه قد قام بعدة أمور قد ساهمت بشكل فعال في عملية النهوض بالمملكة، ونظرا إلى العديد من الإصلاحات التي قام بها الملك فقد أشارت المصادر التاريخية أن الملك قد حصل علي المركز الخمسين ضمن قائمة أكثر الشخصيات الذين قد أحدثوا تأثيرا في الوطن العربي.

استخدام الحكمة والحنكة في تصريف الأمور

علي ما يبدوا أن الملك الحسن لم يؤثر في العالم العربي فقط وإنما قد كان من الملوك المحنكة التي تمتلك ملكة التفاهم مع بعض الجهات المختصة في الدول الأجنبية، حيث أنه قد قام بمد جسور الصداقة مع بعض المنظمات الدولية التي قد اقتنعت بالفعل أن لها دور أساسي في فض النزاعات المتعلقة بالصحراء.

تولي الملك محمد السادس للعرش

بعد وفاة الملك الحسن الثاني في عام 1999م تولى الابن الأكبر له زمام الأمور وهو الملك محمد السادس الذي قد مشى علي خطى والده وجده فيما يتعلق بعملية الإنشاء والتعمير، حيث أنه قد حرص علي زيادة التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة.

الاهتمام بالوحدة الوطنية في عهد الملك محمد السادس

أن الدول العربية علي وجه التحديد لا يمكن أن يتم بنائها إذا ما تم القضاء على الدويلات المفككة من الداخل، وهذا ما قد حرص عليه الملك محمد السادس منذ أن تولى الحكم بعد وفاة أبيه الحسن، حيث أنه قد حرص علي توحيد الصفوف بعد استقلال المغرب، وذلك عن طريق عدم الانحياز إلي طائفة دينية معينة أو توجهات سياسية، وبالتالي فإن جميع الطوائف في المغرب يسود بينها الحب والسلام.