فقه المعاملات المالية و مبادئ استثمار الأموال في الإسلام
يتساءل العديد من الأشخاص عن فقه المعاملات المالية و مبادئ استثمار الأموال في الإسلام بصفة خاصة، وذلك في حالة الرغبة في تشغيل تلك الأموال بهدف زيادتها في أقرب وقت ممكن، وقد يهتم البعض منا بدراسة هذا الموضوع وأخذه بعين الاعتبار، حيث يرغب الكثير في الوقت الحالي في تنمية أموالهم وفقا للعقيدة الإسلامية والنصوص الشرعية المؤكدة.
مبادئ استثمار الأموال في الإسلام
تعتمد مبادئ استثمار الأموال في الإسلام في جميع الدول العربية على العديد من المبادئ الأساسية ولا بد من العمل بها لضمان ثبوت النية السليمة للنجاح الاستثمار، وتعتمد فكرة الالتزام بتلك المبادئ على مصداقية كل فرد في تنفيذها، واليكم فيما يلي بعض المبادئ الشرعية للاستثمار الأموال ووفقا للشريعة الإسلامية.
أولا: مبدأ ربط الكسب بالجهد
من أهم مبادئ استثمار الأموال في الإسلام في أحكام المعاملات المالية هو إيجاد عامل مشترك في إمكانه أن يقوم بربط بين عامل الكسب الذي يمكن أن يتحقق من الربح المكتسب من ذلك الاستثمار، وعامل الجهد المبذول الذي قد يتم إنجازه بالفعل في حالة العمل على هذا الاستثمار، حيث إنه كلما زاد الجهد زاد الكسب والعكس قد يحدث في أغلب الأحيان.
ثانيا: مبدأ التطوير و التنمية
من الأمور الواضحة التي يعرفها كل من رجال الدين والكثير من المستثمرين القدامى في المعاملات المالية، هي أن الرغبة في تطوير أو تنمية استثمار الأموال في الإسلام لا يتعلق بالاستثمار عن طريق العمل في مشاريع غير شرعية أو الاستثمار عن طريق الربا، وقد يرجع السبب في وجوب تحريم تلك الاستثمارات إلى أن تلك الأموال يجب أن تتم الاستفادة منها في التنمية الاقتصادية أو الاجتماعية بالطرق المشروعة.
ثالثا: مبدأ الالتزام بالأخلاق
يعتمد استثمار الأموال في الإسلام الصحيح بشكل خاص على مبدأ احترام الكلمة بكل معانيها والتي يجب اتباعها في مجال العمل، حيث يجب الالتزام برد الودائع أو القروض في الوقت المحدد لها، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالوفاء بالعهد والصدق في تنفيذ ما تم التعهد به، كما يجب في جميع الأحوال أن يتجنب المستثمر الضرر المتوقع حدوثه في حالة الرغبة في إتمام أي مشروع، حيث يجب أن يتم وضع خطة مسبقة لأي مشروع قبل البدء به.
رابعا: مبدا العقيدة
في نهاية رحلة الإنسان وعندما يلتقي الإنسان بربه في يوم الحساب المعلوم، يسأل الله تعالى العبد عن ماله وما أنفقه ولهذا فان من أهم الشروط الأساسية في مبادئ استثمار المال في الإسلام شرط الاقتناع بأن هذا المال هو مال الله مهما كان كبيرا أو صغيرا، وعلى هذا وكما ذكرنا سابقا، فإن الأموال يجب أن تنفق بالطريقة المشروعة دون اللجوء إلى أي طرق ملتوية مثل المتاجرة أو بيع المحرمات وغير ذلك من الأساليب.
خامسا: مبدأ الغنم بالغرم
يعتبر هذا المبدأ من أحد المبادئ الأساسية التي تختص بالتعاملات المالية سواء مع البنوك أو غيرها، حيث إنه في حالة الرغبة في الحصول على الربح يجب على المستثمر أن يقوم باحتساب وتحمل الخسائر الذي قد يعود من هذا الاستثمار، وبالتالي وعند وضع مبلغ معين في أحد البنوك لابد أن تتوقع الخسارة مثلما تتوقع الربح، وهكذا فقد يرمز للخسارة بالغرم بينما يرمز للربح بالغنم.
ملحوظة هامة: في حالة الرغبة في الدخول في بعض الاستثمارات يجب توقع الخسارة أولا قبل التفكير في الربح، وذلك لأنه في بعض الأحيان قد لا يتحمل بعض الأشخاص تلك الخسارة وقد يؤدى ذلك إلى عواقب نفسية جسمية.
مواضيع ذات صلة:
عقــــــد كـــــــــراء محل تجاري
