جامع الفنا

جامع الفنا

جامع الفنا

جامع الفنا قلب مراكش ينبض دائما بكل ما يحمل من معنى العراقة والتاريخ الذي مازالت مستمرة حتى وقتنا الحالي، حيث تعتبر مراكش أو المدينة الحمراء من أهم المدن التي تحتوي علي الآلاف المعالم التاريخية التي صمدت علي مر العصور.

علي الرغم من دخول الدول الاستعمارية إلى المملكة المغربية أكثر من مرة علي يد الأندلسيين والاستعمار الفرنسي والإسباني إلا أنها مازالت في مقدمة الدول العربية التي قد حازت علي إعجاب كل من قام بزيارتها.

جامع الفنا.. قلب مراكش النابض

في تلك المقالة سوف نعرض لكم بعض المعلومات التاريخية حول جامع الفنا العريق الذي يعتبر من أشهر المعالم الأثرية التي مازالت توجد في قلب مراكش، فإذا أرادت أن تشاهد هذا الجامع فلن يكون هناك أي مشكلة، حيث أن الجامع يقع في ساحة عملاقة تعتبر من اشهر الساحات في المغرب.

لماذا تمت تسمية جامع الفنا بهذا الاسم؟

أن هناك عدة روايات مختلفة حول أصل التسمية التي تختص بهذا الجامع، حيث أن هناك الكثير من القصص والآراء التي اختلفت ولم تتفق علي هذا الاسم، واليكم فيما يلي بعض الروايات حول جامع الفنا.

الرواية الأولى في أصل تسمية جامع الفنا

لقد أشارت المصادر التاريخية وبعض الأشخاص الذين قد نشأوا في تلك المنطقة أن ذاك، أن الاسم الحقيقي للجامع هو اسم تجمع الموتى أو مسجد الموتى وهذا ما يرمز إلي الفَناء، ولقد أشار بعض الأشخاص أن السبب الحقيقي لتلك التسمية المخيفة.

هي أن الجامع قد تم التكليف بأن يتم بنائه في ساحة ضخمة ينبعث منها رائحة الموت، وهناك عدد كبير من الأشخاص يتم إعدامهم في تلك الساحة أمام الشعب المغربي في القرن الحادي عشر ولهذا اكتسب المسجد تلك التسمية.

الرواية الثانية في أصل تسمية الجامع

تشير رواية أخرى من روايات أصل التسمية إلي أن جامع الفنا لا يبعد كثيرا عن قصر تم انهياره ولم يبقي منه سوي اثر تم اكتشافه أنقاضه تحت مسجد الكتيبة ولقد حدث ذلك في القرن السادس عشر الميلادي.

الرواية الثالثة في أصل تسمية الجامع

و هناك رواية أخري تشير إلي أن مسجد الكتيبة المقام إلي جوار جامع الفنا قد انهار جزء منه علي كل من كان يصلي في تلك الرقعة ولقد حدث هذا في القرن الثامن عشر، وعلى أثر هذا الانهيار ولأن الجامع كان بالقرب من مسجد الكتيبة تم تسمية الجامع بهذا الاسم كفناء لمن ماتوا بسبب تلك الواقعة.

وتعتبر كل الروايات السابق ذكرها غير مؤكدة إلى حد ما لأن جامع الفنا قد تم بنائه في القرن الحادي عشر، وبالتالي فإن الرواية التالية هي الأقرب للأصح، ومع هذا فإننا لا نشكك في الروايات السابق ذكرها.

الرواية الرابعة في أصل تسمية الجامع

لقد مرت المملكة المغربية بمراحل كثيرة احُتلت فيها لعدة قرون، وبالتالي فقد وقعت في فترة معينة تحت سيطرة الدولة السعدية التي قد حكمت البلاد فترة طويلة، وإذا عدنا بالحديث عن الجامع فقد أشارت المصادر أنه ربما يرجع اصل التسمية إلي السلطان السعدي أحمد المنصور أحد حكام الدولة السعدية.

حيث أنه وعلى حسب ما ذكر أن السلطان المنصور قرر أن يقوم ببناء الجامع، وبالفعل قد شرع المهندسون في عملية البناء ولكن لاحد الأسباب الذي لا يعلمها احد قد تم توقف المشروع ولم يكتمل بناء جامع الفنا، ومع مرور السنوات بدأ الجامع في التلاشي تحت الأنقاض إلا أنه قد ظل موجود كأطلال.

التغيرات إلي قد حدثت منذ بناء الجامع

بعد أن تعرفنا معا علي بعض القصص المتداولة حول أصل تسمية الجامع، سوف نتعرف معا علي بعض الجوانب الهامة التي قد مر بها جامع الفنا والمنطقة المحيطة به، حيث أن هناك الكثير من التغيرات قد حدثت لهذا المعلم منذ القرن العشرين واليكم ما قد حدث.

إدراج الساحة في قائمة المعالم المحمية

كما اشرنا سابقا أن جامع الفنا قد تم بناؤه في القرن الحادي عشر، وعلى الرغم أنه لم يبني كاملا إلا أنه قد ظل موجودا إلى الآن، ولقد أصبح من المعالم التاريخية الهامة في المدينة الحمراء (مراكش) نظرا لطول فترة بقائه.

في مطلع القرن العشرين تم ادارج جامع الفنا في قائمة المعالم المحمية حيث أنه قد اعتبر من معالم المغرب، وبعد مرور 110 عاما علي تلك الواقعة مازال الجامع يقع ضمن قائمة المحميات الأثرية ويتوافد الكثير من السياح لمشاهدة المنطقة التي يقع فيها جامع الفنا.

محاولة حماية ساحة جامع الفنا في القرن العشرين

بعد أن تم إدراج جامع الفنا في قائمة المعالم المحمية لسنوات عديدة وبالتحديد في بداية السبعينات بدأت ساحة جامع الفنا تتأثر بهذا ويقل نشاطها إلي حد كبير وعلى ما يبدوا أن هذا الحال لم يعجب الشعب المغربي وارد أن يقوم بحد النشاط، ولم يكن هذا الراي ما راه الشعب فقط وإنما كان رأي الكاتب الشهير خوان غويتيسولو.

لمن لا يعرف الكاتب خوان غويتيسولو فهو كاتب إسباني قد عاش وتربى في إسبانيا، وعلى الرغم من أن المملكة قد عانت من الاستعمار الإسباني لفترة طويلة إلا أن خوان غويتيسولو كان من أكبر المناصرين إلى الإسلام والشعوب العربية مثل المغرب والجزائر، حيث أن التاريخ كان يشهد له بمواقفه البطولية.

عندما جاء خوان غويتيسولو إلى المغرب فاحبها كثيرا وقرر البقاء بها ولقد حدث هذا بالفعل، حيث أنه قد أتي إلي مراكش واستقر بها، وللعلم أن خوان غويتيسولو قد أثر بشكل واضح علي تسهيل الإجراءات التي فرضتها المحمية الأثرية علي الساحة الخاصة بالمسجد.

 و قد شجع الكثير من الأشخاص أن يقفوا وقفة احتجاجية من أجل رجوع الساحة إلى ما كانت عليه ولقد تم هذا بالفعل، ولقد عشق خوان غويتيسولو تلك المملكة وعاش في المغرب وبالتحديد في مراكش إلي أن توفي في عام 2017.

إدراج الساحة في قائمة اليونسكو

منذ حوالي احدى وعشرون عام ونظرا للتاريخ العريق التي قد شهده جامع الفنا، قد قررت منظمة اليونسكو للتراث أن تقوم بوضع جامع الفنا ضمن قائمة المعالم الأثرية للتراث، وفي خلال كل تلك الأعوام قد أصبح جامع الفنا والمنطقة حوله من أهم المناطق السياحية التي يتوافد عليها السائحون من جميع أنحاء العالم للمغرب.

الساحة مهدد ثقافيا

أعلنت منظمة اليونسكو أن الجامع اصبح مهدد من الناحية الثقافية والتاريخية بالزوال، حيث أن ساحة جامع الفنا قد أصبحت من أهم الساحات التسويقية التي يلجأ إليها البائعين لعرض منتجاتهم بصفة يومية، وعلى الرغم من أن خوان غويتيسولو ومن معه قد نجح في أن تعود المنطقة إلى طبيعتها مرة أخري.

إلا أن الأمر قد زاد عن الحد في السنوات الأخيرة، حيث أن الساحة قد أصبحت مركز للراقصين والألعاب البهلوانية، كان أن الساحة من أهم المناطق التي تحتوي علي المطاعم الخاصة التي تتميز بتقديم اهم الأطعمة المغربية المتميزة التي يرغب السائحين الأجانب في تناولها.

مواضيع ذات صلة:

مسجد الحسن الثاني

العمران في الدولة المرينية

وليلي

مسجد الكتبية

المشاركة السابقة

مسجد الكتبية

المشاركة التالية

مغارة هرقل

مقارنة العقارات

قارن