مسجد الكتبية

مسجد الكتبية

مسجد الكتبية

تشتهر المساجد في المملكة المغربية بعظمة وإبداع الهندسة المعمارية المميزة التي قد عكست الرمز الديني والمقدسات التابعة لها بصورة واضحة، ولم يكن بناء المساجد كبناء أي مبنى عمراني آخر في الدولة المغربية القديمة، بل كان عبارة عن مؤسسة تابعة للحكام يجب بناؤها على نمط تراثي وفن هندسي يعبر عن تلك الحقبة الزمنية من التاريخ ويمثل شخصية الحاكم والشعب. ومن أهم تلك المساجد التي قد ساهمت في التعرف علي الحضارة الإسلامية في المغرب هو مسجد الكتبية الذي يٌعتبر من اجمل المساجد التاريخية التي عٌرفت عبر التاريخ.

التعرف علي مسجد الكتبية

  • يعتبر مسجد الكتبية من أشهر المساجد المغربية التي حافظت علي تراثها الهندسي و المعماري منذ بنائه علي الرغم من دخول الاستعمار الذي دمر الكثير من المنشآت العريقة في المغرب ، حيث ان المغرب قد شاهدت الكثير من الطامعين في السيطرة عليها، ومع هذا لم يتأثر المسجد وقد ظل محافظا علي التصميم الإسلامي المميز على الرغم من جميع التحديات.
  • ويشتهر هذا المسجد بأنه يحتوي علي أنماط زخرفية رائعة تم نحتها بأسلوب خاص، حيث قد حرص اشهر المهندسون علي العمل عليه بكل ما لديهم من فن وبالفعل فقد أصبح من اجمل المساجد التي تخطف القلوب فور رؤيتها.
  • وهذا ما نراه بوضوح عند زيارة مدينة مراكش ومشاهدة روعة بناء القبة والصومعة والزينة المزخرفة، ونظرا إلي جمال المسجد  وتاريخه العريق
  • يعتبر مسجد الكتبية من أقدم المساجد حيث يرجع تاريخه إلي القرن الثاني عشر، منذ أن قام الموحدون ببناء دولتهم، وعلى الرغم من مرور 868 عاما لم يتوقف صوت الأذان في هذا المسجد، وهكذا فقد تم تصنيفه من أشهر المعالم في مدينة الحمراء أو ما يعرف الآن بمراكش.

بناء مسجد الكتبية في العصر القديم

  • لم تكن فكرة بناء المسجد من الأفكار البسيطة التي يمكن تنفيذها بسهولة، حيث لم يرغب حاكم الدولة في بناء مسجد آنذاك وبعد فترة تم الموافقة على بنائه بشكل سريع.
  • ليتم بعد ذلك اكتشاف بعض العيوب في المسجد، من أهمها أن هناك مشكلة في اتجاه القبلة.
  • وبالتالي فقد تم بناء مسجد الكتبية مرة أخري، ولكن في المرة الثانية لم يتم بناء المسجد بطريقة عشوائية بل بدقة أذهلت أعين الجميع ولقد استمر بناء المسجد إلى نهاية القرن ليقدم تحفة معمارية في الحضارة الإسلامية المغربية.
  • وكعادة ملوك العصر الإسلامي فى تغير كل النظم والمنشآت للحكام السابقين لهم فقد كان كل حاكم جديد للدولة يأمر بإضافة تغير في المسجد ليجعله أكثر جمالا.

أصل تسمية مسجد الكتبية

المملكة المغربية من أهم الممالك العريقة التي تهتم بالثقافة الأدبية، وهذا نراه بوضوح إذا عدنا إلي القرن الثاني عشر قبل بناء المسجد، حيث أنه قد أشارت المصادر التاريخية أن المنطقة التي قد اختارها الموحدين، كانت تسمى بسوق الكتب.

  • ومن المعروف أن هذا السوق إلي وقت قريب كان يضم عشرات من تجار الكتب الذين يمارسون تجارتهم في الشوارع في كافة العلوم المختلفة.
  • ونظرا لتلك الشهرة الواسعة فقد قام الموحدون باختيار اسم المسجد من اجل سهولة التعرف علي المسجد وليصبح منارة للعلم كتلك الكتب.

مميزات الهندسة الأندلسية في مسجد الكتبية

  • تعتبر الهندسة الأندلسية في إسبانيا والمغرب من أهم الفنون التي ينظر إليها الآن بعين الإعجاب، وذلك لما تقدمه من فن معماري راقى و زخرفة فريدة لا توجد في أي عصر آخر، وبالتالي فإن مسجد الكتبية يحتوي علي العديد من المميزات الرائعة التي سوف نتعرف عليها من خلال جولتنا السريعة:

مئذنة مسجد الكتبية في مراكش

  • أشارت المصادر التاريخية أن ارتفاع برج مئذنة مسجد الكتبية يصل إلي حوالي سبعة وسبعون مترا تقريبا، وأن قبة المسجد واحدها تصل إلى ثمانية أمتار، والغريب في مئذنة مسجد الكتبية أن جميع السائحين وسكان المدينة يمكنهم أن يروا تلك المئذنة علي بعد تسعة وعشرون مترا.
  • ونظرا لطول ارتفاع المئذنة وعظمة بنائها فقد قررت الحكومة المغربية أن تقوم بإصدار قرار رسمي يمنع أي جهة أن تقوم بعملية ببناء اي مبني يكون أعلى من مئذنة الكتبية حتي يبقى الجامع شامخ إلى الأبد.

سقف مسجد الكتبية في مراكش

  • يبلغ عدد اسقف مسجد الكتبية حوالي 17 سفق، وتلك الأسقف تتنوع من حيث الأشكال الهندسية ونوع الزخرفة، ولقد أشارت المصادر البحثية أن تلك الأسقف هي عبارة عن لوحة معمارية لا يمكن أن يضاهيها منظر آخر، كما أكد البعض علي أن كل سقف من تلك الأسقف يختلف من حيث الاتجاه والارتفاع وكيفية توازيه للجدار.
  • ولهذا يعد مسجد الكتبية من المساجد الأثرية وفقا لمنظمة الآثار العالمية، حيث أن المسجد يعتبر من أهم المعالم التاريخية التي تشبه المتاحف، وقد ظهر هذا التشبيه نتيجة أن الكتبية يحتوى علي فن الهندسة المعمارية القديمة التي لا مثيل لها.

قباب مسجد الكتبية في مراكش

  • لا تحتوي بعض المساجد العربية علي عدد كبير من القباب، أما مسجد الكتبية العريق فقد تم تصميمه ببراعة، حيث أنه يحتوي علي إحدى عشر قبة تم تزينها بشكل يخطف الأنظار، حيث أثناء زيارة المسجد سوف ترى بجانب المحراب العلوى خمسة قباب مزخرفة، وفي بيت الصلاة يوجد ستة قباب أقل منها في الحجم، وفي كافة الأحوال أن شكل القباب يعطي للجامع لمسة أندلسية خاصة.

مساحة مسجد الكتبية في مراكش

  • في وسط المحراب والقبلة وبالتحديد في منتصف الجدار الخاص بهم، قد تم إيجاد بعض الأسقف والأعمدة التي قد تم بنائها من الطوب المميز ومن الأمور المتعارف عليها أن المسجد قد تم بنائه من الطوب والحجر الرملي، وقد كانت تلك المواد البنائية هي المواد المتداولة في هذا العصر.
  • ولقد أشارت المصادر التاريخية أن المسجد يبلغ عرضه ستون متر من اتجاه الغرب الذي يمتد من الشمال إلى الجنوب، أما عن الناحية الشرقية فإن عرضه يصل إلي حوالي ثمانين مترا تقريبا، وكما ذكرنا سابقا لقد تم بناء جميع الاتجاهات من نفس مواد البناء.

نوافذ مسجد الكتبية في مراكش  

  • تم بناء القطاعات التي تختص بالنوافذ بشكل بسيط ومميز مثلما جرت عادة البناء في القرن الثاني عشر، حيث أن تلك القطاعات قد تم بنائها علي هيئة حدوة الفرس أي على شكل نصف دائري، ولقد جذبت تلك القطاعات الجميع لأنها لا تحتوى علي فص واحد فقط وإنما تحتوي علي الكثير من الفصوص التي قد تم بنائها علي هيئة أقواس موازية، ومن أكثر الأمور المميزة أن كل هذا التزين قد تم بناؤه بشكل أنيق ومنمق.

منبر مسجد الكتبية في مراكش

  • كان بناء منبر المسجد بمواد خاصة تم تصنيعها من الخشب كما هو حالة بعض المنابر الأخرى في المساجد العربية وتحديدا مساجد العصر العباسي والفاطمي.
  • ويحتوي المنبر علي نقوش خاصة مثل اللوحات التي قد تم صنعها من العاج الأندلسي.
  • كما أن المنبر يحتوى علي لوحات خشبية قد تم نقشها بأسلوب مميز يجعلها في حالة رائعة حتى الآن، ويبلغ طول المنبر حوالى 3.46 متر تقريبا، ويصل عرضه إلى 90 سنتيمتر.

مواضيع ذات صلة:

مسجد الحسن الثاني

العمران في الدولة المرينية

وليلي

المشاركة السابقة

وليلي

المشاركة التالية

جامع الفنا

مقارنة العقارات

قارن