الحضارة المغربية الأندلسية
تعد المملكة المغربية واحدة من أقدم الممالك التي قد مرت عليها العديد من الحضارات المختلفة، وبالنظر إلى بقايا الآثار الموجودة في الدولة فإننا سوف نجد بعض الآثار التي تعبر عن الحضارة الرومانية والفينيقية وغيرها من الحضارات الأخرى، ولقد كان من أهمها الحضارة المغربية الأندلسية التي قد أثرت على البلاد لفترة طويلة للغاية.
الحضارة المغربية الأندلسية
شهد التاريخ على الحضارة المغربية الأندلسية على أنها قد مرت بعدة أزمات مختلفة قد أثرت في تاريخ الدولة، ولكنها لم تؤثر على الحياة الثقافية والأدبية أو الإنتاجية في البلاد، هذا بالإضافة إلى وجود نهضة شعرية ومعمارية قد عاشتها المملكة في تلك الفترة، وسوف نستعرض معا في تلك السطور التاريخية أهم المعلومات حول تلك الحقبة الزمنية:
خلافات وصراعات في الأندلس
ظهرت الحضارة المغربية الأندلسية بعد ان تعرضت الاندلس إلى العديد من الفترات العصيبة التي قد مرت بها، والتي كانت من أحدهما هي الصراعات الداخلية التي قد مرت بها الأندلس حين قام بعض الوزراء بالسيطرة على الحكم فزادت المؤامرات والمكائد.
أما عن الصراع الأكبر فقد تعرضت له الأندلس خلال حكم المرابطين حيث كان هناك عمليّة نزع الطابع العربي من طرف المسيحيين وفي فترة الموحدين، ونظرا إلى ذلك الصراع القائم فقط اضطر المسلمين إلى السفر إلى إحدى الدول في شمال أفريقيا على أمل مساعدتهم للخروج من تلك الأزمة.
التفكير في اللجوء الي المغرب
تكونت الحضارة المغربية الأندلسية حين بدء المهاجرين الأندلسيين في الانتقال إلى الدول المقاربة لها للهرب من الصراعات القائمة، ولقد بدء التفكير بالاتجاه الي المغرب ليس بغرض السيطرة عليها، ولكن كان الغرض الأوحد الذي قد اجتمع عليه القادة هو الذهاب للمغرب لتكون هي المقر الرسمي لتنظيم القوات والحد من الصراعات الداخلية.
ولقد كان الهدف في الحد من تلك الصراعات وتنظيم القوات هو الرغبة في استعادة مراكز القوة التي قد أخلت، وذلك من أجل استرداد الأراضي التي قد فقدت من طرف الإسبان والرغبة في تكوين دولة قوية مرة أخرى لا يمكن أن يتم هزيمتها بسهولة.
ما الذي ما يمثله اللجوء للمغرب؟
قد كانت الحضارة المغربية الأندلسية من أهم الأركان الأساسية التي عملت على تغيير بعض المناهج الأساسية في المغرب، حيث تغير المغرب القديم وبدأت الحضارة في تكوين المغرب الحديث التي يعتمد على وجود العديد من التطورات في شتى نواحي الحياة، وعلى الجانب الآخر فقد كانت المغرب من أهم الواجهات التي عملت على تغيير الأندلس من الناحية السياسية.
مظاهر التعايش بين المغرب والأندلس
تشير المصادر التاريخية أن سبل التعاون والاتحاد بين الأندلس والمغرب قد كانت مستمرة على مدى 300 عام تقريبا، حيث زاد الاختلاط والعمل بين الدولتين إلى حد كبير، ومن أهم مظاهر الاهتمام بالمغرب هو التوافد القائم على العاصمة مراكش في تلك الفترة والتي كانت عاصمة المرابطين، ثم توجه الأنظار إلى فاس في عهد المرينيين، ونستنتج من هذا أن هذا الاتحاد قد استمر من عهد المرابطين إلى بداية عهد المرينيين.
وبعد الهجرة إلى المغرب والعيش بها بدأت مظاهر التجديد تظهر في داخل الحياة الاجتماعية والعلمية والأدبية وبصفة خاصة المعالم العمرانية، حيث أن عوامل التغيير قد نجدها حاليا في معالم الحضارة المغربية الأندلسية التي تتمثل في بناء المساجد والقصور التي تأخذ الطابع الأندلسي القديم.
كما أثر علماء الأندلس على التعليم الفكري والفلسفي والطبي، والذين قد ساهموا بشكل فعال في ازدهار المغرب التي مازالت آثارها وثقافتها تدرس إلى الآن.